كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

هذا نظر فقد وردت أحاديث تدل على أن المراد اعم من ذلك (1)، وذكر ابن كثير من هذه الروايات فقال: ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القران ان نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً (فان سياق الكلام معهن ولهذا قال تعالى بعد هذا كله:
(واذكرن ما يتلى في بيوتكم ... ) أي واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس وعائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها أولاهن بهذه النعمة فانه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه عليه ... ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية كما تقدم في الحديث " وأهل بيتي أحق ". (2)
وقال القرطبي: " والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهن وإنما قال (ويطهركم .. (لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلياً وحسناً وحسيناً كان فيهم وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت لان الآية فيهن والمخاطبة لهن ويدل عليه سياق الكلام. (3)
وقال النسفي في تفسيره "مدارك التنزيل": " في الآية دليل على أن نساءه من أهل بيته، وقال (وعنكم ... (لأنه أريد الرجال والنساء بدلالة (ويطهركم تطهيراً ... ((4).وقال الفخر الرازي في تفسيره: قال تعالى: (ليذهب عنكم)
__________
(1) تفسير ابن كثير (5/ 453).
(2) تفسير ابن كثير (5/ 458).
(3) الجامع لاحكام القران للقرطبي (14/ 183).
(4) مدارك التنزيل وحقائق التاويل المعروف بتفسير النسفي (3/ 64).

الصفحة 38