كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

الصُفة
الصفة بضم الصاد وتشديد الفاء ظله في مؤخر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يأوى إليها المساكين والغرباء واليها ينسب أهل الصفة على أشهر الأقاويل (1).
وكان الصحابة المهاجرين ينزلون على من يعرفونه بالمدينة المنورة، وينزل بالمسجد النبوي الشريف من لم يكن له معرفة سابقة بالانصار، وكان منهم من جاء ليتعلم الشرائع ويتفقه في الدين ويرجع معلماً لقومه فكانوا صورة مثالية لهذه الآية الكريمة: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} (2).
وعن طلحة البصري (3) قال: كان من قدم المدينة فكان له بها عريف (4) نزل على عريفه، ومن لم يكن له عريف نزل الصفة، فكنت فيمن نزل الصفة فوافقت رجلين، كان يجري علينا في كل يوم ُمدٌ (5) من تمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم …. الحديث (6).
__________
(1) وفاء الوفاء (2/ 453).
(2) سورة التوبة /: 122.
(3) هو طلحة بن عبد الله بن خلف بن اسعد بن عامر الخزاعي المعروف بطلحة الطلحات البصري، احد الاجواد المشهورين، سمع عثمان بن عفان، وكان مع عائشة يوم الجمل عين والياً على سجستان سنة 63 هـ فاقام بها إلى ان مات تهذيب التهذيب (5/ 17).
(4) العريف العالم بالشيء والقيم بامر القوم وسيدهم لمعرفته بسياسة القوم، جمعه عرفاء وعريف فعيل بمعنى مفعول أي معروف، المعجم الوسيط (2/ 595) لسان العرب (9/ 193)
(5) المد مكيال وهو رطل وثلث عند اهل الحجاز ورطلان عند اهل العراق مختار الصحاح م د د.
(6) تاريخ المدينة لابن شبة (2/ 486).

الصفحة 43