كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

وقال الحافظ الذهبي (المتوفى 748هـ) أن القبلة قبل أن تحول كانت في شمال المسجد فلما حولت القبلة بقي حائط القبلة الأولى مكان أهل الصُفَة (1).
وقال ابن حجر العسقلاني (المتوفى 852هـ): الصفة مكان في مؤخر المسجد النبوي مظلل أُعدَ لنزول الغرباء فيه لمن لا مأوى له ولا أهل (2).
تفيد هذه النصوص أن المكان الذي عرف بالصفة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان موقعه في الجهة الشمالية للمسجد، أي غربي دكة الأغوات الموجودة الآن، لما ثبت أن الصُفًة عملت بعد تحويل القبلة، ومعلوم انه تم تحويل القبلة في السنة الثانية من الهجرة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعمل سقف على الحائط الشمالي والذي صار مؤخر المسجد، وهذا يعني أن الصُفًة عملت في الحائط الشمالي للمسجد قبل التوسعة الأولى إذ وسع النبي صلى الله عليه وسلم مسجده في السنة السابعة للهجرة فكان موضع هذا الحائط الشمالي ما يوازي مصلاة إلى بيت المقدس، وهو الاسطوانة الخامسة في الجهة الشمالية من اسطوانة عائشة رضي الله عنها، وفي الخريطة التالية تحديد لموضع الحائط الشمالي للمسجد قبل توسعة النبي صلى الله عليه وسلم وبها يظهر الموضع الذي عمل عليه الصفة.
أما الدكًة الموجودة حالياً على يمين الداخل من باب جبريل وعلى يسار الداخل من باب النساء والتي يطلق عليها " دَكة الأغوات " فليست بموضع الصفة التي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية الشريفة لان هذا الموضع كان خارج المسجد من جهته الشرقية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن ثمة الحائط الذي عمل عليه
__________
(1) وفاء الوفاء (2/ 453).
(2) فتح الباري (6/ 595).

الصفحة 45