كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

عند بناء القبة وجدوا في محاذاة باب جبريل أمام باب الحجرة المذكورة درجاً تحت الأرض قال السمهودي: فترجع عندي ان تلك الدرج كانت لباب جبريل عليه السلام في العهد النبوي وان الجدار الشرقي للمسجد كان هناك (1).
ومعلوم أن أول توسعة في الجهة الشرقية كانت في عهد عمر بن عبد العزيز سنة 91 هـ حينما أدخل الحجرات الشريفة في المسجد (2).
ويمكننا ان نلخص هذا المبحث فيما يلي:
أ-بنيت الصفة قبل توسعة المسجد التي تمت في السنة السابعة من الهجرة.
ب- عملت الصفة على الجدار الذي كان منتهى المسجد من جهة الشمال وصار في مؤخرة المسجد بعد تحويل القبلة وموضعها الآن ما يحاذي الاسطوانة الخامسة شمالي اسطوانة عائشة رضي الله عنها.
ج- كان منتهى المسجد من جهة الشرق هو الحائط المحاذي لحجرة عائشة رضي الله عنها والذي صار الآن مما يلي الباب الشامي للمقصورة الشريفة.
د- إن موضع دكة الأغوات الموجودة بين باب جبريل وباب النساء كان خارج المسجد من الشرق والشمال عند بناء الصفة فليست هذه الدكة في موضع الصفة.
ويظن بعض الكاتبين عن المسجد النبوي الشريف أن دَكة الأغوات هي موضع الصفة، وليس كذلك لما بينا، اللهم إلا أن يقال إنها دَكة أقيمت في شبه محاذاة الصفة عند توسع المسجد النبوي الشريف من جهته الشرقية وفي العصور المتأخرة وذلك مثل الأبواب الأثرية للمسجد التي جعلت في محاذاة محلها الأول عند التوسعات وأطلق عليها الاسم السابق.
__________
(1) وفاء الوفاء (2/ 470).
(2) المصدر السابق (2/ 522).

الصفحة 47