كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

المبحث الثاني عدد أهل الصُفة

تفيد الروايات أن أهل الصفة كانوا في الظروف العادية قريباً من السبعين ويكثرون إذا نزل الضيوف الوافدون ويقلون إذا طرأ للبعض السفر أو الزواج أو الموت، وتفيد بعض المصادر أن عددهم تجاوز المائة في بعض الأوقات وقد سرد أبو نعيم في الحلية أسماءهم (1).
وروي البخاري عن أبي هريرة قال: لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما فيهم رجل عليه رداء (2) إما إزار (3) وإما كساء (4) قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته (5).
قال ابن حجر: وهؤلاء الذين رآهم أبو هريرة غير السبعين الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بئر معونة (6)، وكانوا من أهل الصفة أيضاً لكنهم استشهدوا قبل إسلام أبي هريرة، وقد اعتنى بجمع أصحاب الصفة ابن الأعرابي والسلمي
__________
(1) انظر حلية الاولياء (1/ 339 وما بعده).
(2) الرداء: ما يلبس فوق الثياب- كالجبة والعباءة، المعجم الوسيط.
(3) الازار: ثوب يحيط بالنصف الاسفل من البدن- المصدر السابق ازر.
(4) الكساء جمع كسوة وهو الثوب الذي يستتر به- القاموس المحيط ك س ي.
(5) صحيح البخاري - كتاب الصلاة- باب نوم الرجال في المسجد (8: 442).
(6) أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أربعين أو سبعين من أصحابه لدعوة أهل نجد إلى الإسلام فلما نزلوا بئر معونة - وهي ارض بين ارض بني عامر وحرة بني سليم- قتلهم قبائل من بني سليم، فانزل الله عز وجل "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً .. " الآية تاريخ الطبري (2/ 545 - 550).

الصفحة 48