كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

وأحفظ إذا نسوا، وكان يشغل اخوتي من الأنصار عمل أموالهم وكنت امرءاً مسكيناً من مساكين الصفة اعي حين ينسون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه: انه لن يبسط أحد ثوبه حتى اقضي مقالتي هذه، ثم يجمع إليه ثوبه إلا ما وعى ما اقول، فبسطت نمرة (1) على حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شيء. (2)
وعن مالك بن أنس (المتوفى 179هـ) قال: أقبل أبو طلحة يوما فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قائم يقرئ أصحاب الصفة، على بطنه فصيل من حجر يقيم به صلبة من الجوع كان شغلهم تفهم الكتاب وتعلمه ونهمتهم الترنم بالخطاب وتردده. (3) وقد كان عبادة بن الصامت (4) رضي الله عنه يعلم القرآن لأهل الصفة (5).
__________
(1) نمرة: شملة فيها خطوط بيض وسود، قال الجوهري النمرة بردة من صوف يلبسها الاعراب وجمعها نمار كانما اخذت من لون النمر لما فيها من السود والبياض لسان العرب (14/ 190).
(2) صحيح البخاري - كتاب البيوع باب 1 (34: 2047).
(3) حلية الاولياء: (1/ 342) ..
(4) هو عبادة بن الصامت بن قيس الانصاري الخزرجي ابو الوليد كان احد النقباء بالعقبة شهد المشاهد كلها وهو اول من ولي القضاء بفلسطين وتوفي بها الاصابة (2/ 260) ترجمة رقم 6257.
(5) المصدر السابق.

الصفحة 51