كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

مع كل رجل منهم أناس، الله أعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث معهم قال: أكلوا منها أجمعون (1).
تعليق الأقناء:
لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يهتمون بشؤون إخوانهم أهل الصفة وكان من اهتمامهم أن محمد بن مسلمة رضي الله عنه (2) شغل فكره لتنظيم هذه الخدمات بصفة مستديمة لتثمر افضل النتائج، وعرض رأيه في هذا الصدد على نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم فوافقه على رأيه، وفيما يلي تفصيل ذلك:
روى أهل السير أن محمد بن مسلمة رأي أضيفا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقال: ألا تفرق هذه الأضياف في دور الأنصار، ونجعل لك من كل حائط (3) قنواً (4) ليكون لمن يأتيك من هؤلاء الأقوام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى. فلما جد له مال، جاء بقنوٍ فجعله في المسجد بين ساريتين فجعل الناس يفعلون ذلك، وكان معاذ بن جبل (5) يقوم عليه، وكان يجعل عليه حبلاً بين
__________
(1) صحيح البخاري كتاب المناقب، باب علامات النبوة (61: 3581).
(2) هو محمد بن مسلمة بن سلمة بن حريش بن الخزرج الانصاري الحارثي، صحابي جليل، احد الثلاثة الذين قتلوا كعب بن الاشرف. واستخلصه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته على المدينة، فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي بالمدينة سنة 42 هـ أو 43هـ وهو ابن سبع وسبعين سنة - المعارف لابن قتيبة ص 296، تهذيب التهذيب (9/ 454).
(3) الحائط واحد الحيطان بستان من النخل، مختار الصحاح ح و ط.
(4) القنو بالضم والكسر العذق بما فيه من الرطب جمعه اقناء وقنوان قال تعالى "ومن النخل من طلعها قنوان دانية) الاية المعجم الوسيط ق ن و.
(5) هو معاذ بن جبل بن عمرو الانصاري الخزرجي احد السبعين الذي شهدوا بيعة العقبة وشهد المشاهد كلها، بعثه النبي قاضياً إلى اهل اليمن. توفي في بلاد الشام بالطاعون سنة 18هـ ودفن بالغور. المعارف لابن قتيبة ص 601، الطبقات الكبرى (2/ 347).

الصفحة 56