كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

الساريتين ثم يعلق الأقناء على الحبل، ويجمع العشرين أو اكثر فيهش (1) عليهم بعضاً من الاقناء فيأكلون حتى يشبعون ثم ينصرفون ويأتي غيرهم، فيفعل لهم مثل ذلك فإذا كان الليل فعل لهم مثل ذلك (2).

وعن البراء (3) رضي الله عنه قال: "كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله بقدر كثرته وقلته، فيأتي الرجل بالقنو، فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصفة ليس لهم طعام فكان أحدهم إذا جاع جاء فضربه بعصاه فسقط منه البسر والتمر فيأكل، وكان أناس ممن لا يرغبون في الخير يأتي بالقنو الحشف (4)، والشيص (5)، فيأتي بالقنو قد انكسر فيعلقه، فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغضموا فيه واعلموا أن الله غني حميد} فكنا بعد ذلك يجيء الرجل منا بصالح ما عنده (6).
__________
(1) هش الرجل الشجرة: ضربها بالعصا ليتساقط ورقها المعجم الوسيط ه ش ش والمراد هنا ضرب القنو بالعصا ليتساقط التمر.
(2) أخبار مدينة الرسول ص 88.
(3) هو البراء بن عازب بن الحارث بن عدي المدني الصحابي بن الصحابي نزل الكوفة وتوفي بها سنة 72هـ استصغره النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، تهذيب التهذيب (1/ 426) المعارف لابن تيمية ص 326.
(4) الحشف من التمر أردؤه وهو الذي يجف ويصلب ويتقبض قبل نضجه فلا يكون له لحم ولا حلاوة ويقال: احشفاً وسوء كيله؟ لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين المعجم الوسيط ح ش ف.
(5) الشيص: تمر لم يتم نضجه لسوء تأبيره أو لفساد اخر، المصدر السابق ش ي ص.
(6) تفسير ابن كثير (1/ 568، 569).

الصفحة 57