كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

تمهيد
جعل عمر بن عبد العزيز للمسجد عشرين باباً أثناء توسعته سنة 91هـ، ثمانية منها في الجهة الشرقية وثمانية أخرى في الجهة الغربية وأربعة في الجهة الشمالية، ولما وسع المهدي العباسي (1) المسجد من جهة الشمال سنة 165 هـ لم يزد في عدد الأبواب وإنما غير أماكنها لتشمل التوسعة فبقي العدد على ما كان عليه في عهد عمر بن عبد العزيز فعندما تحدث المؤرخون عن الأبواب العشرين للمسجد اعتمدوا مواضع الأبواب التي استقر عليها المسجد بعد زيادة المهدي.
وقد عرف بعض هذه الأبواب بما تليها من دور الصحابة وغيرهم ولذا حدد العلماء السابقون هذه الدور بموقعها من أبواب المسجد وذلك حسب شهرتها باسم أو برقم تسلسلي بدءاً من الجهة الجنوبية الشرقية.
فقبل أن نتحدث عن دور الصحابة رضي الله عنهم يجدر بنا أن نتحدث بإيجاز عن مواقع هذه الأبواب تمهيدا لتحديد مواقع الدور، وفيما يلي خريطة تقريبية للأبواب العشرين في ضوء النصوص التاريخية والخرائط القديمة.
__________
(1) هو موسى المهدي بن أبي جعفر أبو عبد الله تزوج ريطة بنت أبي العباس السفاح، تولى الخلافة بعد أبيه في ذي الحجة سنة 158هـ توفي سنة 169 بقرية (الرذ) وهو ابن ثمان وأربعين سنة. المعارف لابن قتيبة ص 379 - 380.

الصفحة 61