كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

بينها وبين دار الحسن بن زيد.
ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة المنورة نزل بهذه الدار وبقي بها إلى إن بنى مساكنه بجانب المسجد، كما روي عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم أقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب، فقال: أي بيوت أهلنا أقرب؟ أي أخوال جده. فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري، وهذا بأبي، قال: فانطلق فهيئ لنا مقيلاً. (1)
عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه، فنزل صلى الله عليه وسلم في السفل وأبو أيوب في العلو فانتبه أبو أيوب ليلة فقال: نمشي فوق رأس النبي صلى الله عليه وسلم؟ فتنحوا وباتوا في جانب ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: السفل ارفق، فقال: لا أعلو سقيفة أنت تحتها، فتحول النبي صلى الله عليه وسلم في العلو وأبو أيوب في السفل. (2)
وفيما يلي أقوال بعض المؤرخين الذين تحدثوا عن موقع هذه الدار:
أفاد ابن شبة (3)
أن دار أبي أيوب الأنصاري تقع في الجهة القبلية من دار عثمان رضي الله عنهما. (4)
وقال المطرى (5): دار أبي أيوب رضي الله عنه مقابلة لدار عثمان رضي
__________
(1) وفاء الوفاة (1/ 262).
(2) صحيح مسلم. كتاب الأشربة. باب إباحة أكل الثوم (36/ 2503).
(3) عمر بن شبة بن عبيدة أبو زيد النميري البصري، الحافظ العلامة الإخباري الثقة، كان بصيراً بالسير والمغازي وأيام الناس، وثقة الدار قطني وغيره، ومن مؤلفاته: تارخ المدينة المنورة. ولد سنة 173 هـ، ونزل في آخر عمره بمدينة سر من رأى وتوفي هناك سنة 262هـ، وهو ابن 89 سنة. تذكرة الحفاظ للذهبي (2/ 516) تهذيب التهذيب (7/ 460).
(4) تاريخ المدينة المنورة لابن شبة (1/ 259).
(5) هو محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى الأنصاري الخزرجي المدني الشافعي جمال الدين - انتقل جده خلف من الطور الى المطرية فعرف بالمطري - نزيل المدينة المنورة، تولى نيابة القضاء في المدينة المنورة ورئاسة المؤذنين بالمسجد النبوي الشريف، ولد سنة 671هـ/وقيل سنة 676هـ وتوفي سنة 741هـ/1340م الإعلام للزركلي (5/ 325).

الصفحة 67