كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

الله عنه من جهة القبلة والطريق بينهما، وهي اليوم مدرسة للمذاهب الأربعة (1)
وقد انتابت هذه الدار تطورات أهمها أن الملك شهاب الدين غازي اشتراها وبناها مدرسة سميت بالمدرسة الشهابية نسبة إليه، وكان قد وقفها لتدريس المذاهب الأربعة كما قال العباسي (2): دار أبي أيوب منزل النبي صلى الله عليه وسلم، وفي موضعها اليوم المدرسة الشهابية الموقوفة على المذاهب الأربعة من شهاب الدين الغازي أخي نور الدين الشهيد. (3)
وأفاد الأنصاري (4) أنه في آخر القرن الثالث عشر الهجري أعيد بناؤها بشكل مسجد مقبب ذي محراب، وكان على جدارها الخارجي حجر منقوش فيه بحروف بارزة مذهبه ما نصه: هذا بيت أبي أيوب الأنصاري مَوْفِد النبي عليه الصلاة والسلام. (في سنة 1291هـ). (5)
__________
(1) التعريف بما آنست الهجرة ص 36.
(2) هو أحمد بن عبد الحميد العباسي، صاحب كتاب عمدة الأخبار في مدينة المختار - طبع بتحقيق محمد الطيب الأنصاري - قيل إنه توفي في القرن العاشر الهجري لكنني أطلعت على نصوص في كتابه تدل على أنه توفي في القرن الحادي عشر الهجري بعد سنة 1036هـ حيث قال عن مسجد عتبان: فجددناه على البناء الأول سنة 1036هـ، عمدة الأخبار ص 207 الطبعة الثانية، وقال عن المسجد الذي بدار سعد بن خيثمة: قد جدد في زماننا سنة 1033هـ. عمدة الأخبار ص 175، الطبعة الأولى. وتظهر أهمية هذا الكتاب من أنه نتيجة لجهود مؤلفه الذي استمر في البحث عن آثار المدينة وتاريخها أكثر من ستين سنة إذ صرح ضمن الحديث عن مسجد المنارتين أنه اكتشفه سنة 972هـ. عمدة الأخبار ص 199.
(3) عمدة الأخبار، ص 117.
(4) هو عبد القدوس الأنصاري أديب معروف وكاتب فذ، له مؤلفات أدبية هادفة أصدر مجلة المنهل الأدبية وآخر وظيفة شغلها هي وظيفة مدير الشؤون العامة بديوان رئاسة مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، آثار المدينة المنورة ص 21 - توفي سنة 1403هـ/1983م.
(5) آثار المدينة المنورة ص 28، 29

الصفحة 68