كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

وهدمت هذه الدار في بداية العقد الثاني من القرين الخامس عشر الهجري أثناء العمارة السعودية الثانية وصارت ضمن الرحبة الجنوبية وموضعها الآن على بعد خطوات من المنارة الرئيسية في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد.

2 - حارثة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه:
هو حارثة بن النعمان بن نفيع النجاري الخزرجي الأنصاري، شهد بدرا والمشاهد كلها، وكان ديِناً خيِراً براَ بأمه.
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت الجنة فسمعت قراءة، فقلت من هذا؟ فقيل: حارثة بن النعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذاكم البرُ، كذاكم البرُ، وكان أبرَ الناس بأمه. رواه احمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح. وعن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه جبرائيل جالس في المقاعد، فسلمت عليه، فلما رجعت قال: هل رأيت الذي كان معي؟ قلت: نعم. قال: انه جبريل، وقد رد عليك السلام. رواه احمد. قال ابن حجر: وإسناده صحيح. وقد كف بصره في آخر حياته وتوفي سنة خمسين في خلافة معاوية رضي الله عنه، وهو أول من وهب للنبي صلى الله عليه وسلم خططه ومنازله حول المسجد ليقطع لنفسه وللمهاجرين ما شاء من ذلك، كما قال محمد بن عمر: كانت لحارثة بن النعمان منازل قريبة من المسجد وحوله فكلما احدث رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلاً تحول حارثة عن منزله حتى صارت منازله كلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه (1).
__________
(1) مسند أحمد (6/ 151، 153) مجمع الزوائد (9/ 313) الاصابة (1/ 298) أسد الغابة (1/ 425) وفاء الوفاء (2/ 732) الوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي ص 260.

الصفحة 69