كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

ويقول الشوقي:
وإذا فاتك التفاف إلى الماضي ... فقد غاب عنك وجه التأسي
وكيف بهذا الماضي إذا كان ماضي خيار بررة وأشاوس (1) كرام مطهرة. ولأن يشتغل الجيل اليوم بهذا التاريخ الجليل الحافل بالأمجاد ويدأبوا على قراءة أمثال هذه الذكريات التي تحضهم على الوقوف على أحوالهم النيرة والاقتداء بأعمالهم وخصالهم الخيرة خير من الاشتغال بما استجد واستحدث من أمور كريهة منكرة تجعل الحليم حيرانا وتجرَ الصالح إلى ذوبان.
وأخيراً فإني أبارك للأستاذ/محمد إلياس أدعو له بالتوفيق، ولا أقول: أن ما دبجة يراعه (2) وبلغ إليه اجتهاده حقائق لامناص (3) عنها، وإنما أقول: إن عمله هذا مفيد ومفيد ومفيد، وأنت حينما تقرأ جغرافية موضع إذا بك تقف على ترجمة جهبذ وفتوى فقيه، ومناقشة قول لآخر جليل وتحقيق عبارة لغوية بأسلوب جميل رصين (4)، ولا شك أن هذا الأسلوب ينمي في القارئ روح المزيد من الاطلاع ويؤثر فيه ملكة المطالعة.
هذا والله الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً. والحمد لله أولاً وآخراً.

وكتبه على عجل
عمر محمد محمد بكر فلاته (5)
المدرس بالمسجد النبوي الشريف
ومدير شعبة دار الحديث بالمدينة المنورة
2/ 6 / 1417 هـ
__________
(1) العظام الشجعان.
(2) حرره قلمه.
(3) لا مفر.
(4) محكم ثابت.
(5) توفي الشيخ بالمدينة صباح يوم الأربعاء في 29/ 11 / 1419 هـ ودفن في البقيع. وتغمده الله برحمته ورضوانه.

الصفحة 7