كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

وكانت داره في الجنوب الشرقي للمسجد النبوي الشريف تلاصق دار أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه في الجهة الجنوبية، وانتابت هذا الدار تطورات حيث أنها صارت لجعفر الصادق بن محمد الباقر رضي الله عنهم، ثم صارت عرضة ثم صارت ملك الأشراف المنايفة (1)، ثم انتقلت منهم للشجاعي شاهين الجمالي شيخ الحرم (2)
وابتناها مسكنا له، وفي منتصف القرن الرابع عشر الهجري كانت من أوقاف المسجد النبوي الشريف وأزيلت أثناء العمارة السعودية الثانية وموضعها الآن ضمن الرحبة الجنوبية للمسجد وفيما يلي تفصيل ذلك في ضوء أقوال المؤرخين:
قال ابن شيبه (المتوفى 262هـ): والى جنب دار أبي أيوب دار جعفر بن محمد بن علي وكانت لحارثة بن النعمان الأنصاري (3).
وقال المطري (المتوفى 741هـ) وتلي دار أبي أيوب من جهة القبلة عرصة كبيرة تحاذية من القبلة، كانت دار لجعفر بن محمد المعروف بالصادق (4).
وقال السمهودي (المتوفى 911هـ): وفي موضعها اليوم العرصة الكبيرة التي في قبلة المدرسة الشهابية وهي الآن ملك الأشراف المنايفة ثم انتقلت منهم للشجاعي شاهين الجمالي شيخ الحرم ابتناها مسكنا له (5) وفي سنة 1353هـ أفاد
__________
(1) وهم اولاد الامير منيف بن شيخة بن هشام بن القاسم بن مهنا.
(2) ولد شاهين الجمالي عام 838هـ /1434م شاد عمائر السلطان في جدة ثم اشرف على عمارة المسجد الحرام وتولى نيابة جده ثم تولى مشيخه الخدام بالمسجد النبوي سنة 891هـ إلى سنة 903 هـ وقام بتجديد بعض الاماكن الاثرية.
(3) تاريخ المدينة المنورة لابن شبة (1/ 259).
(4) التعريف بما انست الهجرة ص 36.
(5) وفاء الوفا (2/ 733).

الصفحة 70