لأهل الدارة" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك في هذه الدارة).
وقد شد رسول الله صلى الله عليه وسلم ميزاب هذه الدار وهو على منكب العباس (1).
وتفيد الروايات ان موضع هذه الدار يبدأ من الاسطوانة الخامسة من المنبر ويمتد إلى الغرب وقد انقسمت هذه الدار فيما بعد إلى ثلاثة أجزاء كالتالي: "جزء دخل في المسجد أثناء توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمسجد، وجزء دخل فيه أثناء توسعة عثمان بن عفان رضي الله عنه وبقي من دار العباس ثلاث عشرة ذراعاً خارج المسجد تفيد بعض الروايات ان هذه الجزء كان مربداً (2) لدار العباس رضي الله عنه فادخله مروان في داره فصارت داره ملاصقة للمسجد في جهة المغرب (3)، ولما وسع عمر بن عبدالعزيز المسجد أدخل بقية دار العباس كما قال السمهودي (المتوفى 911هـ): ولعله مما كان بقي منها وأدخله مروان في داره (4).
ويؤكد ذلك ان عمر بن عبد العزيز لم يزد في المسجد من جهة القبلة وإنما زاد من جهة المغرب فتعين ان بقية دار العباس التي ادخلها كانت غربي المسجد وقد صرح ابن النجار (المتوفى 643هـ) بذلك قائلاً: إن عمر بن عبد العزيز أدخل في المسجد من المغرب بعض دار العباس بن عبد المطلب (5).
فثبت أن دار العباس بن عبد المطلب كانت في الجهة القبلية من المسجد وكانت ممتدة من الاسطوانة الخامسة من المنبر- وهي مبتدأ توسعة عمر بن
__________
(1) وفاء الوفاء (2/ 492).
(2) مربد على وزن منبر الموضع الذي تحبس فيه الابل والغنم وغيرها واشتقاقه من قولهم ربد بالمكان اذا اقام به جمهرة اللغة لابن دريد (1/ 243).
(3) وفاء الوفا (2/ 518).
(4) المصدر السابق (2/ 518).
(5) أخبار مدينة الرسول لابن النجار ص 99.