كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين. أما بعد…
فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حبهم أموالهم وأنفسهم وكانوا يحرصون على ملازمته وقربه ليقتدوا به ويتعلموا منه ما يسعدهم في دنياهم وآخرتهم، فلما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجروا إليه تاركين أموالهم وديارهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا، فنزل بعضهم على من يعرفه بالمدينة المنورة من الأنصاربينما نزل البعض الآخر في المسجد النبوي الشريف.
فإذا كان المهاجرون قد ضحوا بأموالهم وديارهم في سبيل الإسلام فإن الأنصار قد ضحوا في سبيل مساعدتهم ونصرتهم بما يملكونه من الوسائل المادية والمعنوية، ومن بينها تنازل بعض الأنصار عن ممتلكاتهم من الدور والأرض حول المسجد النبوي الشريف ليقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين إخوانهم المهاجرين حلا للمشكلة السكنية.
وهكذا طبق الصحابة رضي الله عنهم مبدأ الهجرة والنصرة والتضحية والإيثار والتعاون الإسلامي فصاروا أمثلة رائدة وصورا رائعة ونماذج فريدة للأخوة الإسلامية والتكافل الاجتماعي.
وقد أثنى عليهم جلَ وعلا في عده مواضع من كتابه العزيز منها قوله تعالى: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم يبتغون فضلا" من الله ورضوانا وينصرون الله و رسوله أولئك هم الصادقون. والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدرهم حاجة

الصفحة 8