كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وابتنيتها وبناها رسول الله صلى الله عليه وسلم معي وهو والله شد هذا الميزاب الذي يصب في المسجد، ثم تكلم عمر بما أراد، فقال أبي: ان شئتما حدثتكما بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: حدثنا.
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أن الله أوحى إلى داود أن ابن لي بيتاً اذكر فيه فخط له هذه الخطة خطة بيت المقدس فإذا تربيعها بزاوية بيت رجل من بني إسرائيل فسأله داود ان يبيعها إياه فأبى فحدث داود نفسه أن يأخذها منه فأوحى الله إليه أن يا داود أمرتك ان تبني لي بيتاً اذكر فيه فأردت ان تدخل في بيتي الغصب، وليس من شأني الغصب وان عقوبتك أن لا تبنيه، فقال عمر: جئتك بشيء فجئت بما هو اشد منه، فجاء يقوده حتى دخل المسجد فأوقفه على حلقة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم أبو ذر، فقال ابي: نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر حديث بين المقدس حين أمر الله داود أن يبنيه إلا ذكره، فقال ابو ذر: أنا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال آخر وأنا سمعته فاقبل أبي على عمر فقال: يا عمر أتتهمني على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: والله يا أبا المنذر إما اتهمتك عليه ولكن أردت ان يكون الحديث عن رسول الله ظاهراً، وقال عمر للعباس: اذهب فلا اعرض لك في دارك فقال العباس: أما إذا قلت ذلك فإني قد تصدقت بها على المسلمين أوسع عليهم في مسجدهم فأما وأنت تخاصمني فلا، فخط له عمر داره التي هي اليوم وبناها من بيت مال المسلمين (1).
ما يستفاد من هذه القصة: وفي هذه القصة دروس وغبر وفوائد منها:
1 - هذه القصة صورة للتسامح في التعامل.
2 - تسيير الأمور لمجراها الطبيعي عند الاختلاف في وجهات النظر.
__________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (4/ 20 - 22) وفاء الوفا (2/ 282 - 489).

الصفحة 80