كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

من القبلة دار عبد الله بن عمر الخطاب التي فيها الخوخة (1).
وقال العباسي (المتوفى في القرن الحادي عشر الهجري) عن هذه الدار:
والدور المشهورة بديار العشرة قد صارت رحبة محوط عليها بجدار منيع بباب محكم وقد غرس فيها بعض الورديات، فصار تجاه الوجه الشريف كله رحبة (2).
وقال البتنوني (3) الذي زار المدينة المنورة سنة 1327هـ:
"كانت منازل آل عمر رضي الله عنهم إلى جنوب المسجد الشريف ويوجد إلى الآن بستان ملاصق للحرم في اتجاه الحجرة الشريفة من جهة القبلة جعل حرماً له وبه باب في خارجه مكتوب عليه: ديار آل عمر" (4).
وأفاد الأنصاري في سنة 1353 هـ أن في موضع هذه الدار بناء (5)، مما يدل على ان دار عبد الله بن عمر بن الخطاب ظلت معروفة محددة إلى عهد قريب وقد أزيلت أثناء التوسعة السعودية الأولى للمسجد سنة 1375هـ/1955م وموضعها الآن ضمن المقصورة الجنوبية الرحبة التي تليها، والشباك الحديدي الموجود في الجدار القبلي مقابل المواجهة الشريفة علامة لموضع خوخة (6) آل عمر التي كانوا يدخلون منها إلى المسجد وقد مرت على هذه الخوخة عدة مراحل نذكرها فيما يلي:
__________
(1) وفاء الوفاء (2/ 718).
(2) عمدة الأخبار ص 115 - 117.
(3) هو محمد لبيب البتنوني نسبة إلى بتنون من بلاد المتوفية بمصر كاتب مصري المولد والنشأة والوفاة قام برحلة الحج سنة 1327هـ ودون معلومات عن هذه الرحلة وسماها (الرحلة الحجازية).
(4) الرحلة الحجازية ص 243.
(5) آثار المدينة المنورة ص 30.
(6) الخوخة باب صغير قد يكون مصراع وقد لا يكون وإنما أصلها فتح في حائط، فتح الباري (1/ 558).

الصفحة 82