خوخة آل عمر:
المرحلة الأولى: كانت بيت السيدة حفصة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الجانب القبلي من بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، ولما زاد أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه في المسجد سنة 29هـ وقدم جدار القبلة إلى موضعه اليوم أدخل فيه بيت حفصة رضي الله عنها، وأعطاها داراً بديلة، وجعل لها طريقاً إلى المسجد مثل الطريق الأول (1).
وفي رواية ابن زبالة (2): فلما احتاج عثمان رضي الله عنه إلى بيت حفصة لتوسيع المسجد، قالت: فكيف بطريقي إلى المسجد؟ قال لها: نعطيك أوسع من بيتك ونجعل لك طريقاً مثل طريقك فأعطاها إياه - والله أعلم (3).
المرحلة الثانية: لما أراد عمر بن عبد العزيز في المسجد سنة 91 للهجرة أراد ان يشتري بقية بيت حفصة ويدخله في المسجد فقال رجال من آل عمر: ما نبيعه بشيء هو من في حق حفصة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسكنها، قال: إذا أدخله في المسجد، قالوا: أنت وذاك، أما طريقاً فأنا لا نقطعها، قال: اجعل لكم في المسجد باباً تدخلون منه، أعطيكم دار الرقيق مكان هذا الطريق ففعلوا، فهدم البيت وأدخله في المسجد وأعطاهم الطريق ووسعها لهم وكانت من قبل ضيقة قدر ما يمر الرجل منحرفاً (4).
__________
(1) وفاء الوفاء (2/ 508).
(2) محمد بن الحسن بن زبالة مخزومي مدني فقه اخباري غير موثوق عند المحدثين، من مؤلفاته أخبار المدينة وهو مفقود توفي بعد عام 200هـ، ميزان الاعتدال (3/ 514) تهذيب التهذيب (9/ 115 - 116).
(3) تحقيق النصرة ص 73، خلاصة الوفاء ص 263 - 264.
(4) وفاء الوفاء (2/ 515 - 516) أخبار مدينة الرسول 98 - 99.