المرحلة الثالثة: استمر آل عمر يدخلون المسجد من هذا الباب إلى أن عمل المهدي بن المنصور المقصورة على الرواق القبلي سنة 165هـ فمنعوا من الدخول من بابهم ووقع الصلح على ان يسد الباب ويجعل في موضعه شباك حديد، ويحفر لهم من تحت الأرض طريق تخرج إلى خارج المقصورة في الرواق الثاني من الأروقة القبلية ولم تزل طريق آل عمر إلى المسجد (1).
أفاد السمهودي (المتوفى 911هـ) انه قد اغلق هذا الباب نظراً لانقراض آل عمر الذين كانوا يدخلون منه إلى المسجد، ولا يفتح إلا أيام قدوم الحاج للزيارة ويحمل مفتاحه من ليس من ذرية آل عمر فيدخل الحجاج لزيارة هذه الدور فيقع في أسفله من الازدحام واختلاط النساء بالرجال، فطلبت من الأشراف قايتباي (2) إغلاق ذلك، فأمر بإغلاقه فسده شيخ الحرم بالبناء المحكم من خارج المسجد ونزع باب طابقه وردمه بالأتربة حتى ساوى أرض المسجد ولم يبق له اثر وذلك في رابع ذي القعدة سنة ثمان وثمانين من الهجرة النبوية (3) 888هـ/1483م، وهكذا بقي الشباك الحديدي في الجدار القبلي مقابل المواجهة الشريفة علامة لموضع خوخة آل عمر إلى الآن.
10 - مروان بن الحكم:
هو مروان بن الحكم بن أبي العاص القرشي الأموي ولد بمكة ولم يتشرف
__________
(1) تحقيق النصرة ص 83 - وفاء الوفا (2/ 708).
(2) هو قايتباي الجركسي المحمودي الاشرفي الظاهري، الاشرف ابو النصر، خدم السلطان الظاهر جمقمق فاعتقه وبقي في خدمة الدولة حتى شغل وظيفة اتابك، بويع بالسلطنة سنة 873هـ/1468م، إلى ان توفي سنة 901هـ/1496م، المدينة المنورة تطورها العمراني 254، 280.
(3) وفاء الوفا (2/ 708، 716).