كتاب بيوت الصحابة حول المسجد النبوي

بقوله: واتخذ عثمان رضي الله عنه داره العظمى التي عند موضع الجنائز (1).
وقال المطري (المتوفى 741هـ): إن دار عثمان بن عفان رضي الله عنه كانت تقابل باب جبريل (2)، وقال العباسي (المتوفى في القرن الحادي عشر الهجري): دار أبي بكر الصديق بينها وبين دار عثمان خمسة أذرع (3) وبعد هذه النقول يمكن أن نقول ان دار عثمان الكبرى يحدها جنوباً زقاق الحبشة الذي بين دار عثمان ودار أبي أيوب الأنصاري، وشمالاً زقاق البقيع الذي بين داره ودار أبي بكر رضي الله عنه وشرقاً داره الصغرى وغرباً مصلى الجنائز.
وفي القرون المتأخرة انقسمت هذه الدار إلى ثلاثة أقسام قسم كان فيه الرباط وقسم كان فيه تربة والد السلطان صلاح الدين الأيوبي وعمه وقسم كان فيه سكن مشايخ الحرم، فيما يلي تفصيل ذلك:
فقد أفاد السمهودي ان الذي يقابل باب جبريل من دار عثمان رباط أنشأه جمال الدين محمد بن أبي المنصور الأصفهاني وزير بني زنكي (4)، وعرف هذا الرباط برباط الأصفهاني (5) كما عرف برباط العجم لان بانيه وقفه على فقراء العجم (6)، وأفاد الأنصاري (المتوفى 1403هـ) ان هذا الرابط ظل معروفاً بهذا الاسم إلى أن أزيل قبل التوسعة السعودية الأولى. (7)
وفي قبلة هذا الرباط من دار عثمان تربة اشترى أرضها أسد الدين شيركوه ابن شاذي عم السلطان صلاح الدين الأيوبي، ودفن فيها هو وأخوه نجم الدين
__________
(1) وفاء الوفا (2/ 732).
(2) التعريف ص 31.
(3) عمدة الأخبار ص 116.
(4) وفاء الوفا (2/ 689) تحقيق النصرة 76.
(5) وفاء الوفا (2/ 732).
(6) التعريف بما انست الهجرة ص 31.
(7) اثار المدينة المنورة ص 36.

الصفحة 90