قال السمهودي وهو يحدد موضع دار أبي بكر الصديق في عصره: أن دار أبي بكر في مقابلة رباط المغاربة من جهة الشام فتكون في محل الدور التي كان في شرقي المدرسة الحنفية إلى ما يحاذي الرباط (1)، وهذا القول يوضح لنا مدى سعة هذه الدار حيث بنيت في موضعها دور، والتي كانت موجودة في عهد السمهودي، واستمر هذا الوضع إلى عهد قريب حيث أفاد الأنصاري (المتوفى 1403هـ) انه كانت في موضع هذه الدار دور مبنية أزيلت قبل التوسعة والعمارة السعودية الأولى (2)، وموضعها الآن ضمن الرحبة الشرقية للمسجد بعد العمارة السعودية الثانية.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن أمير المؤمنين أبا بكر الصديق رضي الله عنه توفي في هذه الدار كما روى ابن سعد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن أبا بكر رضي الله عنه مرض مرضه الذي مات فيه وهو نازل يومئذ في داره التي قطع له النبي صلى الله عليه وسلم وجاءه دار عثمان بن عفان (3) - الصغرى-
ب. (أما دار أبي بكر الثانية فسيأتي الحديث عنها ضمن الدور الواقعة في الجهة العربية من المسجد).
4 - المغيرة بن شعبة رضي الله عنه:
هو المغيرة بن شعبة الثقفي أبو عبد الله رضي الله عنه، صحابي مشهور شهد بيعة الرضوان واليمامة وفتوح الشام واليرموك والقادسية، ولي لعمر العراق وقيل
__________
(1) وفاء الوفا (2/ 731).
(2) آثار المدينة المنورة ص 37.
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد (3/ 150).