كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
هذا الحديث رواه ابن أبي حاتم بسنده كما ذكره العماد ابن كثير في تفسيره.
النواس بن سمعان: بكسر السين، بن خالد الكلابي، ويقال: الأنصاري صحابي. ويقال: إن أباه صحابي أيضا.
قوله: "إذا أراد الله أن يوحي بالأمر" إلى آخره. فيه النص على أن الله تعالى يتكلم بالوحي، وهذا من حجة أهل السنة على النفاة: لم يزل الله متكلما إذا شاء.
قوله: "أخذت السماوات منه رجفة" السماوات مفعول مقدم، والفاعل "رجفة" أي أصاب السماوات من كلامه تعالى رجفة، أي ارتجفت. وهو صريح في أنها تسمع كلامه تعالى، كما روى ابن أبي حاتم عن عكرمة. قال: " إذا قضى الله أمرا تكلم - تبارك وتعالى - رجفت السماوات والأرض والجبال، وخرت الملائكة كلهم سجدا خوفا من الله عز وجل. فإذا سمع ذلك أهل السماوات صُعقوا وخروا سجدا،
قوله: "أو قال: رعدة شديدة" شك من الراوي. هل قال النبي صلي الله عليه وسلم رجفة، أو قال رعدة. والراء مفتوحة فيهما.
قوله: "خوفا من الله عز وجل" وهذا ظاهر في أن السماوات تخاف الله، بما يجعل
الصفحة 200
518