كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد

بقوله من أهل العلم. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وله ثلاث وستون سنة رضي الله عنه.
قوله: "ألا" حرف استفتاح "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد - الحديث" قال الخلخالي: وإنكار النبي صلي الله عليه وسلم صنيعهم هذا مخرج على وجهين: أحدهما: أنهم يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما.
الثاني: أنهم يجوزون الصلاة في مدافن الأنبياء والتوجه إليها حالة الصلاة، نظرا منهم بذلك إلى عبادة الله والمبالغة في تعظيم الأنبياء. والأول: هو الشرك الجلي. والثاني: الخفي. فلذلك استحقوا اللعن.
قوله: "فقد نهى عنه في آخر حياته" أي كما في حديث جندب. وهذا من كلام شيخ الإسلام. وكذا ما بعده.
ثم إنه لعن وهو في السياق مَن فعله. والصلاة عندها من ذلك وإن لم يُبن مسجد.
قوله: "ثم إنه لعن، وهو في السياق1 مَن فعله" كما في حديث عائشة.
قلت: فكيف يسوغ بعد هذا التغليظ من سيد المرسلين أن تعظم القبور ويبنى عليها، ويصلى عندها وإليها؟ هذا أعظم مشاقة ومحادّة لله تعالى ولرسوله لو كانوا يعقلون.
قوله: "الصلاة عندها من ذلك، وإن لم يبن مسجد" أي من اتخاذها مساجد الملعون فاعله.
وهذا يقتضي تحريم الصلاة عند القبور وإليها.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: " الأرض كلها مسجد إلا المقبرة
__________
1 أي في سياق الموت، أصله "سواق" قلبت الواو ياء لكسر السين, كأن روحه تساق لتخرج من البدن, وسياق وسواق مصدران من ساق يسوق.

الصفحة 237