كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
باب: " ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان"
وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً} 1.
__________
قوله: باب "ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان".
"وقول الله تعالى: { {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} ".
"الوثن" يطلق على ما قصد بنوع من أنواع العبادة من دون الله من القبور والمشاهد وغيرها؛ لقول الخليل -عليه السلام-: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} 2. ومع قوله: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} 3. وقوله: {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} 4. فبذلك يعلم أن الوثن يطلق على الأصنام وغيرها مما عبد من دون الله كما تقدم في الحديث.
قوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} روى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: جاء حُيَيّ
__________
1 سورة النساء آية: 51.
2 سورة العنكبوت آية: 17.
3 سورة الشعراء آية: 71.
4 سورة الصافات آية: 95.
الصفحة 263
518