كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد

صلى الله عليه وسلم، فمرت بهم سحابة فنظر إليها فقال: "ما تسمون هذه؟ " قالوا: السحاب. قال: "والمزن" قالوا: والمزن. قال: و"العنان". قالوا. والعنان- قال أبو داود: لم أتقن العنان جيدا- قال: "هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض؟ " قالوا: لا ندري. قال: "إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، ثم السماء التي فوقها كذلك، حتى عد سبع سماوات، ثم فوق السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال، بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش بين أسفله وأعلاه كما بين سماء إلى سماء، ثم الله تعالى فوق ذلك" 1. وأخرجه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: " حسن غريب ". وقال الحافظ الذهبي: " رواه أبو داود بإسناد حسن" 2. وروى الترمذي نحوه من حديث أبي هريرة وفيه: " ما بين
__________
1 الترمذي: تفسير القرآن (3320) , وأبو داود: السنة (4723) , وابن ماجه: المقدمة (193) .
2 في إسناده الوليد بن أبي ثور لا يحتج بحديثه. وقد ساقه أبو داود من غير طريق الوليد. وقال العلامة ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود: أما رد الحديث بالوليد بن أبي ثور ففاسد؛ فإن الوليد لم ينفرد به بل تابعه عليه إبراهيم بن طهمان كلاهما عن سماك. ومن طريقه رواه أبو داود. ورواه أيضا عمرو بن أبي قيس عن سماك. ومن حديثه رواه الترمذي عن عبد بن حميد أخبرنا عبد الرحمن بن سعد عن عمرو بن أبي قيس. اهـ. ورواه ابن ماجة من حديث الوليد بن أبي ثور عن سماك. وأي ذنب للوليد في هذا; وأي تعلق عليه؟ وإنما ذنبه روايته ما يخالف قول الجهمية وهي علته المؤثرة عند القوم اهـ.

الصفحة 516