كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد

الأسدي: من بني أسد بن خزيمة. كان من السابقين إلى الإسلام ومن أجمل الرجال. هاجر وشهد بدرا وقاتل فيها، واستشهد في قتال الردة مع خالد بن الوليد بيد طليحة الأسدي سنة اثنتي عشرة، ثم أسلم طليحة بعد ذلك وجاهد الفرس يوم القادسية مع سعد ابن أبي وقاص، واستشهد في وقعة الجسر المشهورة.
قوله: "فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: أنت منهم" وللبخاري في رواية: "فقال: اللهم اجعله منهم". وفيه: طلب الدعاء من الفاضل1.
قوله: "ثم قام رجل آخر" ذكره مبهما ولا حاجة بنا إلى البحث عن اسمه2.
قوله: "فقال: سبقك بها عكاشة" قال القرطبي: "لم يكن عند الثاني من الأحوال ما كان عند عكاشة، فلذلك لم يجبه؛ إذ لو أجابه لجاز أن يطلب ذلك كل من كان حاضرا فيتسلسل الأمر، فسد الباب بقوله ذلك". اهـ.
فيه مسائل:
الأولى: معرفة مراتب الناس في التوحيد.
الثانية: ما معنى تحقيقه.
الثالثة: ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه لم يك من المشركين.
__________
1 في قرة العيون: فيه أن شفاعة الحي لمن سأله الدعاء إنما كانت بدعائه, وبعد الموت قد تعذر ذلك بأمور لا تخفى على من له بصيرة, فمن سأل ميتا أو غائبا فقد سأله ما لا يقدر عليه إلا الله, وكل من سأل أحدا ما لا يقدر عليه إلا الله فقد جعله ندا لله كما كان المشركون كذلك. وقال تعالى 2: 22 (فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) , أنه ربكم وخالقكم ومن قبلكم, وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فلا ترغبوا عنه إلى غيره, بل أخلصوا له العبادة بجميع أنواعها فيما تطلبونه من قليل أو كثير. وقوله: "أنت منهم" لما كان يعلمه صلى الله عليه وسلم من إيمانه وفضله وجهاده كما في الحديث: "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم, فقد غفرت لكم ".
2 في قرة العيون: والظاهر أنه أراد - صلوات الله وسلامه عليه - سد الذريعة؛ لئلا يتتابع الناس بسؤال ذلك فيسأله من ليس أهلا له. وذلك منه صلى الله عليه وسلم تعريض كما لا يخفى.

الصفحة 70