كتاب التبيان في إعراب القرآن (اسم الجزء: 2)
سُورَةُ عَبَسَ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنْ جَاءَهُ) : أَيْ لِأَنْ جَاءَهُ.
قَالَ تَعَالَى: (أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَتَنْفَعَهُ) بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى يَذَّكَّرُ. وَبِالنَّصْبِ عَلَى جَوَابِ التَّمَنِّي فِي الْمَعْنَى. وَيُقْرَأُ: وَ «تَتَصَدَّى» : تَتَفَعَّلُ مِنَ الصَّدَى، وَهُوَ الصَّوْتُ؛ أَيْ لَا يُنَادِيكَ إِلَّا أَجَبْتَهُ؛ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْأَلِفُ بَدَلًا مِنْ دَالٍ، وَيَكُونُ مِنَ الصَّدِّ، وَهُوَ النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ.
قَالَ تَعَالَى: (كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15)) .
وَ (إِنَّهَا) : الضَّمِيرُ لِلْمَوْعِظَةِ، وَالضَّمِيرُ فِي الْفِعْلِ لِلْقُرْآنِ.
وَ (فِي صُحُفٍ) : حَالٌ مِنَ الْهَاءِ؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِلتَّذْكِرَةِ، وَأَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: هُوَ، أَوْ هِيَ فِي صُحُفٍ. وَكَذَلِكَ «بِأَيْدِي» .
الصفحة 1271