كتاب التبيان في إعراب القرآن (اسم الجزء: 2)

سُورَةُ التَّكَاثُرِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

قَالَ تَعَالَى: (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَوْ تَعْلَمُونَ) : جَوَابُ لَوْ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ لَوْ عَلِمْتُمْ لَرَجَعْتُمْ عَنْ كُفْرِكُمْ. وَ (عِلْمَ الْيَقِينِ) : مَصْدَرٌ.

قَالَ تَعَالَى: (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (لَتَرَوُنَّ) : هُوَ مِثْلُ (لَتُبْلَوُنَّ) [سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: 186] وَقَدْ ذُكِرَ.
وَيُقْرَأُ بِضَمِّ التَّاءِ عَلَى مَا يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَهُوَ مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ، نُقِلَ بِالْهَمْزَةِ فَتَعَدَّى إِلَى اثْنَيْنِ؛ وَلَا يَجُوزُ هَمْزُ الْوَاوِ؛ لِأَنَّ ضَمَّهَا غَيْرُ لَازِمٍ؛ وَقَدْ هَمَزَ قَوْمٌ كَمَا هَمَزُوا وَاوَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ، وَقَدْ ذُكِرَ. وَ (عَيْنَ الْيَقِينِ) : مَصْدَرٌ عَلَى الْمَعْنَى؛ لِأَنَّ رَأَى وَعَايَنَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
سُورَةُ الْعَصْرِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

قَالَ تَعَالَى: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)) وَالْجُمْهُورُ عَلَى إِسْكَانِ بَاءِ «الصَّبْرِ» ، وَكَسَرَهَا قَوْمٌ، وَهُوَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَنْقُلُ الضَّمَّةَ وَالْكَسْرَةَ فِي الْوَقْفِ إِلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا حِرْصًا عَلَى بَيَانِ الْإِعْرَابِ.

الصفحة 1302