كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 2)

وقيل: هو خطاب لجميع الناس، وظاهر الخطاب للنبي A والمراد غيره.
قوله: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ} أي: في عيسى وقيل في الحق الذي ذكر، {مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ العلم} أي من بعدما بين لك فادعوهم إلى المباهلة، ومعنى نبتهل أي نجتهد في الدعاء باللعنة {فَنَجْعَل لَّعْنَتَ الله} على من كذب في أمر عيسى A.
قوله: {وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ} أي: أهل ديننا ودينكم فرضوا بالجزية وبأشياء شرطها عليهم يؤدونها.
وروي أنهم قالوا: نباهلك فأخذ النبي A بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، فلما رأوا ذلك نكصوا وعلموا أن اللعنة عليهم واقعة، فرضوا بالجزية ولم يباهلوا. وروي أن رئيسهم العاقب قال لهم: قد علمت أنه نبي وما لاعن نبي قوماً فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم، فإن فعلتم فهو استئصال، فوادعوا محمداً وانصرفوا إلى بلادكم فرضوا بالجزية، وبعث معهم النبي A أبا عبيدة بن الجراح ولم يباهلوه.

الصفحة 1037