كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 2)

والاختيار عند أهل النظر أن يكون الجلد الأول أعيد جديداً كما كان، كما تقول صغت من خاتمي خاتماً فأنت وإن غيرت المصوغة، فالفضة واحدة لم تبدلها.
قوله: {لِيَذُوقُواْ العذاب} أي: فعلنا ذلك ليذوقوا العذاب أي: ألمه وشدته {إِنَّ الله كَانَ عَزِيزاً} أي: لم يزل عزيزاً في انتقامه لا يقدر على الامتناع منه أحد {حَكِيماً} في تدبيره وقضائه.
قوله: {والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ} الآية.
المعنى الذين آمنوا بمحمد A وبما جاء به وأدوا العمل الصالح فندخلهم يوم القيامة بساتين تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً أي: بغير نهاية ولا انقطاع {لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ} أي بريئا من الأدناس والريب والحيض والغائط والبول والمخاط، وغير ذلك من أقذار بني آدم {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} (أي): كثيفاً كما قال {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} [الواقعة: 32].
وقال أبو هريرة عن النبي A: " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ".
وقيل: معنى {ظِلاًّ ظَلِيلاً} أي: يظل من الحر والبرد وليس كذلك كل ظل

الصفحة 1363