كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 2)

والخليل في اللغة يكون للفقير كأنه به اختلال.
وقد قيل: في قوله {واتخذ الله إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} معناه فقيراً محتاجاً إليه، ويكون الخليل المحب المنقطع إلى الله D الذي ليس في انقطاعه إلأيه اختلال، فيكون سمي (خليلاً) لانقطاعه إلى الله سبحانه، ومحبته له من غير خلل يدخل ذلك.
ويكون الخليل أيضاً الذي يختص الإنسان فيكون سمي بذلك لأن الله D قد اختصه في الوقت بالرسالة دون غيره.
وقد قال النبي A: " واتخذ الله صاحبكم خليلاً يعني نفسه "، أي: اختصه بالرسالة، وهذا القول قول مختار.
وقد قال النبي A: " لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً " أي: لو اختصصت أحداً بشيء من الدنيا لاختصصت أبا بكر.
وقد قال بعض أهل اللغة: الخليل الذي ليس في محبته خَلَل فسمي إبراهيم

الصفحة 1480