كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 2)

فتكتموه، فإن الله لم يزل خبيراً بأعمالكم.
قوله {يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ آمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ. . .} الآية.
المعنى: يا أيها الذين آمنوا بمن قبل محمد A من الأنبياء، والرسل وصدقوا آمنوا بمحمد A وبالكتاب الذي أنزل من قبل وهو التوراة والإنجيل.
{وَمَن يَكْفُرْ بالله} أو بما جاء به محمد A من عند الله وملائكته وكتبه ورسله {فَقَدْ ضَلَّ} أي: ذهب عن الحق وجار جوراً بعيداً، فهو خطاب لمن آمن بما قبل محمد A، ولم يؤمن بمحمد A.
وقيل: هو خطاب للمؤمنين بمحمد A.
والمعنى: يا أيها الذين آمنوا بمحمد A آمنوا أي اثبتوا على الإيمان به، وبما جاء من عند الله.
وقيل: هو خطاب للمنافقين، والمعنى يا أيها الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم آمنوا بالله ورسوله، أي صدقوا به بقلوبكم إيماناً يقيناً يوافق اللسان القلب.
قوله: {إِنَّ الذين آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ. . .} الآية.
المعنى: إن الذين آمنوا بموسى ثم كفروا به، ثم آمنوا بعيسى يعني النصارى ثم كفروا به، ثم ازدادوا كفراً بمحمد A، وكفرهم بموسى وعيسى عليه السلام [هو]

الصفحة 1499