كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 2)

فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ الله جَامِعُ المنافقين والكافرين فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} أي: يجمعهم بموالاة بعضهم بعضاً فكلهم كافر.
قوله: {الذين يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ} الآية.
في قراءة أبي: ومنعناكم في موضع: نمنعكم.
وأجاز الفراء: ونمنعكم بالنصب على الصرف.
ومعنى الآية: أنها صفة للمنفقين لأنهم كانوا يتربصون بالمؤمنين، فإن كان فتح من الله جل وعز للمؤمنين، قالوا للمؤمنين: ألم نمنعكم في جهادكم، فطلبوا الفيء من الغنيمة {وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ} ظفر على المؤمنين قالوا للكافرين {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ} أي: نغلب عليكم حتى قهرتم المؤمنين {وَنَمْنَعْكُمْ} من المؤمنين، أي: كنا عيوناً لكم نأتيكم بالأخبار في السر، ونخذل المؤمنين حتى غلبتموهم {فالله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القيامة} أي: بين المؤمنين والمنافقين {وَلَن يَجْعَلَ الله لِلْكَافِرِينَ عَلَى المؤمنين سَبِيلاً} أي: حجة يوم القيامة.
وهذا وعد من الله جل ذكره للمؤمنين يكون في القيامة فأما في الدنيا فقد يغْلِبون ويُغلَبون، ودل على ذلك قوله {فالله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ القيامة}.
وقيل: معناه: لا يجعل الله الكافرين على المؤمنين سبيلاً يوم القيامة في قتلهم لهم، وسبيهم لذراريهم، ذلك مباح للمؤمنين في الدنيا، ولا درك عليهم في

الصفحة 1503