كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 2)

والوقف عند سائر القراء على ما في السواد.
ومذهب النحويين في هذا: الوقف على الياء.
ومعنى الآية: أن الله تعالى أعلمنا أن المنافقين في الطبق الأسفل من النار، وأنهم لا ناصر لهم ينقذهم منها.
والعرب تقول لكل ما تسافل درك، ولكل ما تعالى درج. وقال ابن مسعود: إن المنافقين في توابيت من حديد مغلقة عليهم في النار.
وقال أبو هريرة: {فِي الدرك الأسفل} في توابيت ترتج عليهم.
وقال ابن عباس: في أسفل النار.
ثم استثنى تعالى التائبين فقال {إِلاَّ الذين تَابُواْ} أي: رجعوا عن نفاقهم وشكهم إلى اليقين بالله ورسوله A وبما جاء به وأصلحوا أعمالهم فعملوا بما أمرهم الله D { واعتصموا بالله} D أي: تمسكوا بما أمرهم الله به {وَأَخْلَصُواْ} طاعتهم له D، ولم يعملوا رياء الناس {فأولئك مَعَ المؤمنين} في الجنة {وَسَوْفَ يُؤْتِ الله المؤمنين أَجْراً عَظِيماً}.
وقال الفراء: {مَعَ المؤمنين} أي: من المؤمنين.
قوله: {مَّا يَفْعَلُ الله بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ. . .} الآية.
المعنى: ما يفعل الله بعذابكم أيها المنافقون إن تبتم، ورجعتم وآمنتم، بمعنى أي

الصفحة 1509