كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 2)

الضيافة ظلماً.
وقال ابن زيد معنى الفتح: لا يحب الله أن يقول لمن تاب عن النفاق: ألست نافقت؟ ألست الذي ظلمت وفعلت؟ {إِلاَّ مَن ظُلِمَ} أي: إلا من أقام على النفاق، فإنه يقال له ذلك، ودل على هذا قوله تعالى {إِلاَّ الذين تَابُواْ}.
وقيل: المعنى {إِلاَّ مَن ظُلِمَ} فقال سوءاً، فإنه ينبغي أن يأخذوا على يديه.
وقال قطرب: {إِلاَّ مَن ظُلِمَ} أي: إلا المكره لأنه مظلوم.
{وَكَانَ الله سَمِيعاً} أي: لما تجهرون به {عَلِيماً} أي بما تسرون وبغير ذلك.
قوله: {إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ. . .} الآية.
المعنى: إن تقولوا جميلاً لمن أحسن إليكم، فتظهروا ذلك وتخفوه. أي: تتركوا إظهاره، فلا تبدوه {أَوْ تَعْفُواْ عَن سواء} أي: تصفحوا لمن أساء إليكم عن إساءته، فلا تجهروا له بالسوء، أي: الذي قد أُذن لكم أن تجهروا به وهو قوله {إِلاَّ مَن ظُلِمَ} فإن الله كان عفواً، أي: لم يزل عفواً عن خلقه مع قدرته على الانتقام منهم. وهذا

الصفحة 1512