كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 2)

التأويل يدل على خلاف قول من تأول لقوله {لاَّ يُحِبُّ الله الجهر بالسوء مِنَ القول إِلاَّ مَن ظُلِمَ} أنه في المنافق التائب، والذي لم يتب، لأن الله D لم يأمر المؤمنين بالعفو عن نفاقهم ولا نهاهم أن يسبوا من كان منهم معلناً النفاق.
قوله: {إِنَّ الذين يَكْفُرُونَ بالله وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ الله وَرُسُلِهِ} الآية.
معنى الآية أنها في اليهود والنصارى يكفرون بالله بكفرهم برسول الله A. { وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ الله وَرُسُلِهِ} أي: يزعمون أنهم افتروا على ربهم {وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ} آمنت اليهود بموسى، وكفرت بعيسى، وبمحمد A، وآمنت النصارى بعيسى وكفرت بموسى، وبمحمد A، { أولئك هُمُ الكافرون} أي: مَنْ، هذه صفته كافر {وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذلك سَبِيلاً} أي: طريقاً لا مع المؤمنين ولا مع غيرهم وقيل بين الإيمان والجحد طريقاً.
قوله: {وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذلك سَبِيلاً} الآية.
المعنى: الذين صدقوا بواحدانية الله D، وأقروا برسله [صلوات الله عليهم] {وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ} [أي لم يكذبوا ببعض وآمنوا ببعض {أولئك سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ} أي من هذه صفته سوف نؤتيهم أجورهم أي يعطيهم

الصفحة 1513