كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 2)

الشيء ويغمضه فسمي الترخيص إغماضاً.
ومنه: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [البقرة: 187] جعل كل واحد لصاحبه كالثوب للإنسان يتضامان، ويلتصقان كالثوب في تضامه، والتصاقه على الإنسان، وقد قيل معنى
{لِبَاساً} سكناً، كما قال {لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} [الأعراف: 189] {لِتَسْكُنُواْ فِيهِ} [يونس: 67 - القصص: 73].
ومنه: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4] أي: نفسك من الذنوب، فجعل موضع النفس، لأنه يشتمل عليها، وشبه ذلك كثير.
قوله: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكتاب إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ. . .} الآية.
التقدير عند سيبويه، (وإن من أهل الكتاب أحد).
وعند الكوفيين (وإن من أهل الكتاب إلا (من) ليؤمنن [به]) حذفوا الموصول وهو قبيح.
وسيبويه إنما قدر حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه، وذلك كثير في

الصفحة 1523