كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 2)

كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} [الأنعام: 146] الآية.
والظلم هنا هو نقضهم الميثاق {وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ الله} {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ}.
{وَقَوْلِهِمْ على مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً} وعلى عيسى. فهذا هو الظلم، فمن أجله حرمت عليهم الطيبات وهي كل ذي ظفر والشحوم من البقر والغنم.
وقوله: {وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ الله} أي صدوا أنفسهم، وغيرهم عن الحق {وَأَخْذِهِمُ الربا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ} هو قولهم أؤخرك بديني وتزيدني {وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ الناس بالباطل} هو ما يأكلون من الرشا في الحكم، وعلى تغيير الدين يأخذون أثمان الكتب التي كانوا يكتبونها بأيديهم، ويقولون هذا من عند الله، فسمي ذلك باطلاً لأنه أخذ بغير استحقاق.
{وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ} أي من هؤلاء اليهود {عَذَاباً أَلِيماً} أي موجع أي مؤلماً.
قوله: {لكن الراسخون فِي العلم مِنْهُمْ والمؤمنون} الآية: نصب {والمقيمين الصلاة} عند سيبويه على التعظيم.
وقال الكسائي: هو في موضع خفض عطف على " ما " جعل المقيمين هم الملائكة عليهم السلام، وهو اختيار المبرد، والطبري.
واستبعد المبرد النصب على المدح لأن المدح إنما يكون بعد تمام الخبر، والخبر لم

الصفحة 1527