كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 4)

ثم قال تعالى: {وَجَآءَ المعذرون مِنَ الأعراب لِيُؤْذَنَ لَهُمْ}.
والمعنى: {وَجَآءَ المعذرون مِنَ الأعراب لِيُؤْذَنَ لَهُمْ}، في التخلف، {وَقَعَدَ} عن الإتيان إلى رسول الله A، فيعتذروا أو يجاهدوا، و {الذين كَذَبُواْ الله وَرَسُولَهُ}، واعتذروا بالباطل بينهم، لا عند رسول الله عليه السلام.
{سَيُصِيبُ الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ}.
أي: جحدوا توحيد الله ونبوة نبيه عليه السلام.
{عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
أي: مؤلم، أي: موجع.
وقوله: {المعذرون}، ليس من " عذَّر "، يقال: " عَذَّرَ الرَّجُلُ في الأمْرِ " إذا لم يبالغ فيه، ولم يُحكمه، ولم تكن هذه صفة هؤلاء، بل كانوا أهل اجتهاد في طلب ما ينهضهم مع النبي A فوَصْفُهم بأنُّهم قد اعتَذَروا أو أعْذَروا، أولى من وصفهم بأنهم قد عَذَّروا فإنما هم المُعْتَذِرون، ثم أدغم.

الصفحة 3094