كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 5)

{لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ}: وهذه الآية تنبيه من الله D لعباده (على توحيده) وربوبيته.
ثم قال تعالى: {إِنَّ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا} أي: لا يخافون الحساب والبعث. تقول العرب: " فلان لا يرجو فلاناً " أي: لا يخافه، ومنه قوله: {مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} [نوح: 13]: أي تخافون.
وقال بعض العلماء: لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد.
وقال غيره: بل يقع بمعنى الخوف في كل موضع دل عليه المعنى.
قوله: {وَرَضُواْ بالحياوة الدنيا} أي: جعلوها عوضاً من الآخرة {واطمأنوا بِهَا} أي: سكنوا إليها.
{والذين هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} أي: عن أدلتنا وحجتنا معرضون، لاهون.
{أولئك مَأْوَاهُمُ النار} أي: من هذه صفتكم مصيرهم إلى النار.
{بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (في) الدنيا من الآثام.

الصفحة 3222