كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 6)

قال [تعالى]: {لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ}.
أي: لا يلحقهم وجع ولا تعب ولا ضرر ولا ألم {وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ} أي: خالدون فيها أبداً.
قال تعالى ذكره: {نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغفور الرحيم}.
أي: أخبر يا محمد عبادي عني {أَنِّي أَنَا الغفور الرحيم} أي: الساتر لذنوبهم إذا تابوا واستقاموا. الرحيم بهم أن أعذبهم على ما تقدم من ذنوبهم بعد توبتهم واستقامتهم. وخبرهم أيضاً يا محمد {أَنَّ عَذَابِي} لمن أصر على المعاصي والكفر {هُوَ العذاب الأليم} أي المؤلم يعني الموجع لا يشبهه عذاب. وهذا كله تحذير لعباده وتخويف وإطماع في رحمته.
وروي عن النبي A أنه قال: " لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من حرام، ولو يعلم قدر عذابه لبخع نفسه ".

الصفحة 3907