كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 6)
أي: لا يريدون تحولاً. وحولاً / مصدر تحولت. خرج عن أصله كتعوج عوجاً. ويقال: قد حال من المكان حولاً. وقال: مجاهد: " حولاً " متحولاً.
وروي عن بعض اصحاب أنس أنه قال: يقول أول من يدخل الجنة: إنما أدخلني الله أولهم لأنه ليس احد أعطاه مثل الذي أعطاني.
وقيل معنى " حولاً " لا يحتالون في غيرها فهو من الحيلة على هذا.
قوله {قُل لَّوْ كَانَ البحر مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي}.
والمعنى، قل يا محمد لهؤلاء الكافرين بك، السائلين عن المسائل، لو كان ماء البحر مداداً للقلم الذي يكتب به كلمات ربي لنفد ماء البحر قبل أن تنفد كلمات ربي.
ثم قال: {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً}.
أي: لو مددنا البحر بمثل ما فيه من الماء، ما فرغت كلمات ربي، والمدد الزيادة والمعونة، يقول جئتك مدداً لكم، أي زيادة ومنه قيل لما يكتب به مِداد: لأنه يمد الكاتب شيئاً بعد شيء. والمداد جمع واحدته مداده. ويجوز أن يكون المداد مصدر مد.
وقرأ ابن عباس {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} على معنى ولو زدنا مثل ما فيه من المدد الذي يكتب به مداداً.
الصفحة 4483
9112