كتاب الهداية الى بلوغ النهاية (اسم الجزء: 7)

مكة، قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم، إنا لله وإنا إليه راجعون، ليهلكن، فأنزل الله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ. . .} الآية.
قال أبو بكر الصديق Bهـ: فعرفت أنه سيكون قتال، وكذلك قال الضحاك.
وقال ابن زيد: أذن لهم في قتالهم بعدما عفا عنهم عشر سنين. وقرأ: {الذين أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ}. وقال: هؤلاء المؤمنين.
وقيل: إن هذه الآية إذن للنبي A بالخروج من مكة وقتال المشركين، لأن الآية نزلت بمكة، ويعقبها خرج النبي من مكة إلى المدينة، ثم بعقب ذلك كانت وقعة بدر، وهو النصر الذي وعدهم الله في قوله: {وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}.
ومعنى: بأنهم ظلموا " أي: لأنهم ظلموا. فمن أجل الظلم الذي لحقهم أذن لهم في قتال من ظلمهم، فأخرجهم من ديارهم ووعدهم بالنصر على من ظلمهم بقوله: {وَإِنَّ الله على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}.
وقال مجاهد: الآية مخصوصة، نزلت في قوم خرجوا مهاجرين من مكة إلى المدينة/، فكانوا يمنعون، فأذن الله D للمؤمنين بقتال الكفار فقاتلوهم حين أرادوا ردهم عن الهجرة.
قال مجاهد وقتادة: هي أول آية نزلت في القتال.

الصفحة 4897