كتاب تفسير سورة الفاتحة لابن رجب

وقيل: لأنَّ أهل السموات يصلُّون بها كما يُصلِّي بها أهلُ الأرض، وقد جاء عن عمر أنَّها صلاةُ الملائكة.
وقيل: لأنه ثُنِّي نزولُها فنزلت مرَّتين، مرَّةً بمكَّة، ومرَّةً بالمدينة.
وقيل: لأنَّها مستثناةٌ من سائر الكتبِ المنزَّلة، كما سيأتي (¬1).
وقيل: لأنَّ الكلمات التي فيها مثنَّاةٌ، كـ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، وكقوله: {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ}، وقوله: {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (¬2)، وقوله: {عَلَيْهِمْ} و {عَلَيْهِمْ}، وفي قراءة عمر: (غير المغضوب عليهم وغير الضالين) فهذه الكلمات كلُّها مثنى مثنى، فسُمِّيت مثاني لذلك.
واعلم أنَّ المثاني تُطلَقُ باعتبار معنيين:
أحدهما: باعتبار ما ثُنِّي لفظُه وكرِّرَ.
والثاني: باعتبار ما ثُنِّيَتْ أنواعُه وأقسامُه، وكرِّرَتْ، فإنَّ
¬_________
(¬1) انظر: (ص: 38).
(¬2) في الأصل: (غير المغضوب عليهم والضالين).

الصفحة 26