كتاب الأحكام المترتبة على الحيض والنفاس والاستحاضة

ويمكن أن يناقش: بعدم التسليم بأنَّ كلَّ فرقةٍ في الحياة تلزم فيها الثلاث، والخلاف موجود حتى في المطلَّقة البائن.
القول الثاني: أنَّ عدَّتها حيضة:
ذهب إليه أحمد في روايةٍ عنه اختارها ابن تيمية وتلميذه ابن القيم (¬1)، وإسحاق بن راهوية، وأبان بن عثمان (¬2)، وابن المنذر (¬3)، وحكاه أبو جعفر النحاس إجماع الصحابة (¬4).
واستدلُّوا بما يلي:
1 - لِما رواه النسائي: "أنَّ ثابت بن قيس بن شماس ضرب امرأته فكسر يدها، وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي، فجاء أخوها يشتكيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ثابت فقال: «خذ الذي لها عليك، وخلِّ سبيلها» فقال: نعم، فأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تتربَّص حيضة واحدة وتلحق بأهلها" (¬5).
2 - ورُوِي عن الربيع بنت معوذ قالت: اختلعتُ من زوجي، ثم جئتُ عثمان، فسألت ماذا عليَّ من العدَّة؟ قال: لا عدَّة عليك، إلاَّ أن يكون حديث عهدٍ بك فتمكثين حتى تحيضي حيضة، قالت: وإنما تبع في ذلك قضاء رسول الله في مريم المغالية، كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس فاختلعت منه (¬6).
3 - أنَّ ذلك قول عثمان وابن عباس وابن عمر (¬7).
ونوقش: بأن ما رُوي عنهما مُعارِض بما رُوِي عن عمر، وعلي،
¬_________
(¬1) المغني (11/ 195) زاد المعاد (5/ 678).
(¬2) الإشراف (4/ 288) المغني (11/ 195) زاد المعاد (5/ 677).
(¬3) الإشراف (4/ 288).
(¬4) زاد المعاد (5/ 670).
(¬5) سبق تخريجه.
(¬6) سبق تخريجه.
(¬7) المغني (11/ 195).

الصفحة 232