كتاب الأحكام المترتبة على الحيض والنفاس والاستحاضة

بـ {الْمُطَهَّرُونَ} المطهَّرين من الحدث، وهم المكلَّفون من الآدميِّين (¬1).
ونوقش الاستدلال من أوجه:
الوجه الأول: أن الضمير يعود على اللوح المحفوظ و {الْمُطَهَّرُونَ} الملائكة طهروا من الشرك والذنوب، لأنَّ "الْمُطهَّر" من طهَّره غيره، ولو أُرِيد بنو آدم لقال: "الْمُتَطَهِّرُون"، فلا دلالة فيها على منع المحدث (¬2).
وأجيب عنه بعدَّة أجوبة:
أحدها- أنه أعقب الآية بوصفه بالتنزيل، وظاهر أنَّ المراد به القرآن الكريم (¬3).
الثاني- أنَّ هذا باطل؛ لأنَّ الملائكة لا تناله في وقت، ولا تصل إليه بحال، فلو كان المراد به ذلك لما كان للاستثناء فيه محلُّ (¬4).
الثالث- أنَّ الملائكة مُطهَّرون بالإجماع، فيلزم على هذا التفسير للآية استثناء الشيء من نفسه، واستثناء الشيء من نفسه لا يصح (¬5).
الرابع- لو سلم بأنَّ المراد بهم الملائكة، فإنه يُقاس عليه بنو آدم، بدليل الأحاديث الواردة في منع المحدث من مسه (¬6).
الوجه الثالث: أنَّ الضمير يعود إلى الصحف التي بأيدي الملائكة، والمُطهَّرون هم الملائكة طهروا من الشرك والذنوب (¬7).
¬_________
(¬1) أحكام القرآن لابن العربي (4/ 1737) تفسير القرطبي (17/ 225) المغني (1/ 203) نيل الأوطار (1/ 244) الحاوي (1/ 384) المعونة (1/ 161).
(¬2) أحكام القرآن لابن العربي (4/ 1737) تفسير القرطبي (17/ 225) كشاف القناع (1/ 134) المبدع (1/ 137) نيل الأوطار (1/ 244).
(¬3) المجموع (2/ 72) حاشية الشرقاوي على تحفة الطلاب (1/ 87).
(¬4) أحكام القرآن لابن العربي (1/ 1737) تفسير القرطبي (17/ 225).
(¬5) حاشية الشرقاوي (1/ 87).
(¬6) كشاف القناع (1/ 134) المبدع (1/ 137).
(¬7) أحكام القرآن لابن العربي (4/ 1737) تفسير القرطبي (17/ 225) المنتقى (1/ 344).

الصفحة 34