كتاب مجموع فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان (اسم الجزء: 1)

جاء ذلك في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام، عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المراتب وأجابه النبي صلى الله عليه وسلم عن كل مرتبة، وفي النهاية قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم» ، وقد ذكرها مرتبة مبتدئًا بالأدنى ثم ما هو أعلى منه ثم ما هو أعلى منه.
فالأعراب لما جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أول دخولهم في الإسلام، ادعوا لأنفسهم مرتبة لم يبلغوها، جاءوا مسلمين وادعوا مرتبة الإيمان، وهي مرتبة لم يبلغوها بعد، ولهذا رد الله تعالى عليهم بقوله: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14] ، فهم في أول أمرهم لم يتمكن الإيمان في قلوبهم، وإن كان عندهم إيمان لكن إيمان ضعيف، أو إيمان قليل.
ويستفاد من قوله: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} : أنه سيدخل في المستقبل، وليسوا كفارًا أو منافقين بل هم مسلمون، ومعهم شيء من الإيمان، لكنه قليل لم يستحقوا به أن يسموا مؤمنين، ولكن سيتمكن الإيمان في قلوبهم فيما بعد، لقوله: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} .
والإسلام والإيمان إذا ذكرا جميعًا افترقا، وصار للإسلام معنى خاص، وللإيمان معنى خاص، كما في حديث جبريل عليه السلام، فإنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت»

الصفحة 11