كتاب الكلمات البينات في قوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات}

فاحتجوا من القرآن بآيات:
الأولى: قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ، خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ}، فدل هذا النص على انقطاع عذابهم، لأن مدة السموات والأرض متناهية، فلزم أن تكون مدة العقاب منقطعة.
الثانية: قوله تعالى: {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ} استثناء من مدة عذابهم، وذلك يدل على الزوال.
الثالثة: قوله تعالى: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} فبين تعالى أن لبثهم في العذاب لا يكون إلا أحقاباً معدودة.
وأما المعقول فوجهان:
أحدهما: أن معصية الكافر متناهية ومقابلة الجرم المتناهي بعقاب ما لا نهاية له ظلم وهو على الله تعالى محال.

الصفحة 108