كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ت حسين أسد (اسم الجزء: 1)

قَالَتْ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ الله. وَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ (¬1) مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيتْ، ثمَّ أَمَرَ أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأوْلاَدُهَا فِيهَا.
قَالَتْ لَهُ (¬2): إنَّ لِي إلَيْكَ حَاجَةً.
قَالَ: وَمَا حَاجَتُكِ؟.
قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ أَوْلاَدِي في ثَوْبِ وَاحِدٍ فَتَدْفُنَنَا جَميعاً.
قَالَ: ذلِكَ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ.
قَالَ: فَأَمَرَ بِأَوْلَادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ أَيْدِيها وَاحِدًا وَاحِدًا إلَى أَنِ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ، كأَنَّها تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ، قَالَ: يَا أُمَّهْ (¬3) اقْتَحِمِي فَإنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ، فاقتَحَمَتْ".
¬__________
(¬1) بقرة- بفتح الباء الموحدة من تحت، والقاف والراء المهملة- قال الحافظ أبو موسى: "الذي يقع لي في معناه أنه لا يريد شيئاً مصوغًا على صورة بقرة، ولكنه ربما كانت له قدرًا كبيرة واسعة فسماها بقرة، مأخوذًا من التبقر: التوسع.
أو كان شيئاً يسع بقرة تامة بتوابلها فسميت بذلك". وانظر غريب الحديث 2/ 51 - 52.
ورواه بعضهم فقال: بنقرة، وقال ابن الأثير 5/ 105: "النقرة قدر يسخن فيها الماء وغيره. وقيل هو بالباء الموحدة وقد تقدم".
(¬2) في (ظ): "فقالت له" وقد سقطت "له" من "ش".
(¬3) في (ش): "قال: أمه ... " بحذف أداة النداء.

الصفحة 413